محمد علي.. اسمان لازما حياة الراحل الربح

شفيق المغاسلة

شفيق المغاسلة

اسمان لا يفارقان شخصه ولا يفارقان قلبه، محمد وعلي ، أحبهما وأحب ولدهما بل وأحب من يحبهما.
لا نبالغ أبدا إذا قلنا: إنه نذر حياته كلها من أولها لآخرها في خدمة محمد وعلي وآلهما سلام الله عليهما وآلهما.

شاب في مقتبل العمر، هادئ الطبع أريحي، نقي السريرة، يفيض حبه على من حوله بابتسامة لؤلؤية، يبادل كل شخص بذات الوتيرة نفسها من محيا وترحاب واحترام وتقدير وكل ما هو مبهج لملاقيه.

على الرغم من انشغاله كمعلم بمدرسة حكومية بعيدة عن بيته بأكثر من ٥٠ كيلو متر يقطعها يوميا ذهابا وإيابا، والتزامه بالعمل في الجمعية الخيرية كعضو في مجلس الإدارة ورئيسا للجنة الإعلامية فيها ومتابعاته المستمرة لأخبار البلدة الاجتماعية والدينية.
كل ذلك لم يمنعه من الجد والمثابرة في كل ذلك ومن مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم. تراه دائما هادئا مبتسما
لا ينتظر من أحد نعتا ، ولا أعتقد أن أحدا نعته بالذم، قد يكون بعض الانتقاد المقتصر على ممارسة ما منه، نعم لكن ليس من باب الذم.

لم يتعمد الخطأ في حق أحد بحسب علمي، فقولنا اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا تكون في حقه منطبقة.

نحت لنا ذكراه بشيء من الهدوء والنعومة وصفاء القلب دون أن نشعر بذلك، وفجأة انتبهنا حينما أرسل لنا أن نتيجة فحصه لمرض كورونا ١٩ جاءت إيجابية.
دب الوجل في انفس البلدة معظمها، وما برحت الأحداث تتسارع حتى أتانا نبأ تدهور صحة هذا الملاك بصورة مقلقة.
وبين مد وجزر وترقب ودعاء جاء خبر وفاته كالسهم الناشب في القلب، سهم مسموم بسم اللوعة والحرقة والأسى.

لله در من عاشره كيف لا تذرف عيناه الدمع! أم كيف لا يتمنى أن تدور عجلة الزمن للوراء مصاحبا ذلك التمني بتوقف الأحداث المؤلمة.

أنموذج محمد علي أنموذج نادر في أيامنا هذه، بل لا يوجد نصفه، بل إن بصيصا من نسخته على وشك الاندثار. ليس قولا جزافا أو مبالغة، لا، بل قول نابع من مشاهدة وتجربة، ويا ليتني أكون مخطئا.

نجح محمد علي في كسب محبة الناس له، وهي ليست بسر ولا لغز لا يمكن حله، ولا مكلف كلفة لا تطاق، إنما تحتاج لاستنساخ الممارسة التي كان رحمه الله يمارسها. هدوء و محبة ومثابرة لخدمة الحسين وخدمة المؤمنين.

رحم الله الفقيد السعيد بواسع الرحمة والمغفرة وحشره مع محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

الفاتحة له وللمؤمنين والمؤمنات.

اقرأ أيضاً

العوامية حزينة.. رحل “صوت الفقراء” محمد آل ربح

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×