بعد انهيار “صاهود”.. الأحسائيون يسألون: هل سيرى أحفادنا القصر؟ شُيد قبل 230 عاماً وأصبح ثكنة عسكرية للجيش السعودي قبل قرن

القطيف: شذى المرزوق

يوقف محمد الرويشد مركبته، يتأمل الانهيارات المتوالية؛ فيسأل نفسه في مونولوج داخلي: هل سيرى أحفادي من ابني جاسم قصر صاهود، حين يبصرون النور بعد عقد أو أكثر قليلاً، أم سيسمعون أنه هنا؛ في الحزم أحد أحياء مدينة المبرز، كان يوجد قصراً شُيد قبل حوالى 230 عاماً؟

ما يخالج الرويشد، وهو أحد المهتمين بالتراث والآثار في محافظة الأحساء، يراود كثير من أمثاله من أبناء هذه المحافظة، التي تعج كل بقعة فيها بأثر هنا أو هناك، فهذه الواحة تُعد من أقدم مواقع الاستيطان البشري، بفضل وفرة المياه وجودة التربة، ما ساهم في ازدهار نشاط زراعي فيها.

صباح اليوم (الأحد)، حدث انهيار آخر في سور القصر. يستغرب الرويشد أن هذا الانهيار سبق موسم الأمطار، فلقد اعتاد الأهالي على تداول أخبار الانهيارات خلال هطول الأمطار، على شحتها.

ما يثير استغراب الرويشد أكثر أن القصر خضع قبل 14 شهراً، لأعمال ترميم وصيانة، بكلفة تقترب من ثلاثة ملايين ريال، “لكنه انهار مُجدداً” كما يقول.

“صُبرة” حاولت نقل استغراب الرويشد إلى مسؤولين في وزارة الثقافة، التي أصبحت مسؤولة عن قطاع الآثار، ومن الأحساء إلى الرياض كانت الإحالات، من دون الحصول على إجابة توضيحية.

مدفع منح القصر اسماً

القصر، الذي يُعتبر من أكبر القصور التراثية في الأحساء، وفقاً لموسوعة “ويكيبيديا”، شُيد خلال الفترة من 1790 إلى 1800، على هيئة مستطيل، ويرجع اسمه لمدفع كان يوجد داخله.

“صاهود” قلعة تقع خارج الأسوار الغربية لمدينة المبرز، ويواجه مدخله ضاحية الحزم، واُعيد بناؤه قبل قرن، لاستخدامه ثكنة للجيش السعودي.

وبحسب الموسوعة أيضاً؛ فان أول من سكنه هم بنو خالد، الذين جعلوا المبرز عاصمة للأحساء أثناء حكم أميرهم براك الذي تمكن من طرد الأتراك من الأحساء سنة 1082هـ، فيما يرى آخرون أن الذي أسسه هو الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد، في العقد الثاني من القرن الثالث عشر الهجري.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×