اليوم.. كلمة خادم الحرمين في “الشورى” تدشن دورة جديدة من العمل التشريعي الخطاب السنوي يرسم الخطوط العريضة لسياسات المملكة داخلياً وخارجياً

القطيف: صُبرة

تتجه الأنظار اليوم (الأربعاء)، داخل المملكة وخارجها، صوب قبة مجلس الشورى، ترقباً لخطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في افتتاح أعمال السنة الأولى من دورة المجلس الثامنة.

ويحدد الخطاب على وجه الدقة، أهم ملامح السياسة الداخلية والخارجية للمملكة خلال المرحلة المقبلة، كما يتطرق إلى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي تشهدها البلاد، ولن يخلو الخطاب من الحديث عن تأثير جائحة كورونا على المشهد العام.

على مدى 92 عاماً، اضطلع مجلس الشورى بدور كبير ومهم في المشاركة بالمسيرة التنموية التي تشهدها المملكة، بتقديم آراءٍ وأفكار ومقترحات ساهمت في الارتقاء بمؤسسات الدولة وبرامجها ورؤيتها العامة، وتعزيز الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم.

تنظيم رسمي

مجلس الشورى هو إحدى السلطات التشريعية في المملكة، ويتكون من 150 عضواً بجانب رئيس المجلس، يتم تعيينهم جميعًا بقرار من خادم الحرمين الشريفين، وتكون مدة المجلس 4 سنوات من تاريخ التعيين، وكان أول تنظيم رسمي لمجلس الشورى في المملكة في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود (يرحمه الله)، ولكنه لم يكن بالشكل الحالي، حيث مر بالعديد من التطورات والتعديلات، حتى وصل  إلى ما هو عليه اليوم.

 

الدورات السبع

خلال دوراته السبع، استطاع المجلس أن يؤسس لمبدأ الشورى، الذي أوصت به الشريعة الإسلامية، إذ حرص المؤسس الملك عبدالعزيز  على تفعيله دستوراً ومنهاجاً في الحكم وتسيير أمور البلاد.

وخلال أعمال الدورة السابعة، ناقش المجلس ـ من خلال لجانه الـ14 ـ مئات الموضوعات المتخصصة، واستعرض خطط الدولة وبرامجها، وقدم المشورة اللازمة للمؤسسات المختلفة، ساعده على ذلك وجود أعضاء يتمتعون بالعلم الغزير والخبرة والدراية الكافية في جميع المجالات، وهو ما حرص عليه ولاة الأمر، عبر ضم أعضاءً من العلماء والمتخصصين في التربية والتعليم والطب والقانون والهندسة، والإعلام، والسياسة، والاقتصاد، والأمن، ورجال الأعمال، وأصحاب مؤهلات عالية وفوق العالية، متمرسين بأعمال كثيرة، واكتمل المشهد عندما ضم المجلس بين أعضائه النساء في العديد من المجالات والتخصصات.

احتياجات المواطنين

تلمست الموضوعات التي ناقشها مجلس الشورى في دورته الماضية احتياجات المواطنين، فضلاً عن المصالح العليا للدولة والوطن، وكان التركيز الأكبر على الجدوى من المشاريع التنموية للدولة، ومناقشة تقارير الأجهزة الحكومية، وإبداء الملاحظات بشأنها، وتقييم أداء الوزارات والمؤسسات، وتقديم المشورة العلمية والدراسات اللازمة التي تدعم أي توجه تسعى إليه الدولة، فضلاً عن استضافة المسؤولين في الوزارات والمؤسسات، وفتح النقاش معهم، وتداول الرأي والأفكار فيما يخص مهام عملها، ووضع المقترحات والتوصيات، وأحياناً توجيه النقد، قبل الخروج بالقرارات النهائية، ودراسة الأنظمة والقوانين الجديدة، والنظر في المعاهدات والاتفاقات الدوليّة ومدى الجدوى منها، وإبداء الاقتراحات، والامتيازات الملائمة، وتفسير الأنظمة وتوضيحها.

جائحة كورونا

في ظل جائحة كورونا، قام مجلس الشورى بدور كبير في تقديم المشورة العلمية في الكثير من الموضوعات التي تخص الأزمة، لعل أبرزها ما قامت به لجنة الحج والإسكان والخدمات في المجلس، عندما استعرضت التدابير والإجراءات لبدء موسم الحج الماضي، لضمان سلامة ضيوف الرحمن، كما ناقش المجلس عبر لجنة التعليم والبحث العلمي آليات التعليم عن بُعد، والجدوى منها، مع إبداء حزمة اقتراحات تعزز الاستفادة من هذه الآلية، ووصل المجلس إلى أبعد من ذلك، عندما ناقش أعضاؤه أداء منصة “مدرستي” ونوعية الخدمات التي تقدمها للمشاركين في العملية التعليمية.

حديث الملك

ينتظر رئيس وأعضاء المجلس خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان اليوم، وما يتضمنه من تعليمات وتوجيهات، تحدد متطلبات المرحلة المقبلة داخلياً وخارجياً، وما يجب التركيز عليه في الحقبة الجديدة، وبالتحديد الخطط والبرامج والمشاريع التي أدرجتها رؤية 2030 للنهوض بالمجتمع ومؤسساته، وتسريع وتيرة الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم، والتخفيف عن كاهل القطاع الخاص، والدفع بمسيرته، ليكون شريكاً أساسياً في رحلة التنمية التي تشهدها البلاد.

9

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×