مسابقة راشد بن حميد تحتفي بـ3 قطيفيين أتقنوا العوم في بحور الشعر قصائد غريب والرويعي والخويلدي تطرب لجنة التحكيم

القطيف : ليلى العوامي

قصائد ثلاثة شعراء من القطيف اجتذبت انتباه الحكام ببحورٍ شعرية، لتتساوى الموسيقى والإيقاع ويتساوى معها مزاج متابعي مسابقة راشد بن حميد للثقافة والعلوم لعام 2020، التي تقام سنوياً في الإمارات العربية المتحدة، ليحصل الثلاثة على مراكز متقدمة في المسابقة، في فئتي الشعر الفصيح العمودي والحر.

آل غريب يبدع بكتابة قصائد للأطفال

حاول ياسر عبدالله علي آل غريب، إيصال رسالة عّبرّ بحور صافية، مبحراً مع الأطفال، ليلتقوا للمرة الأولى من خلال شعره بعظماء مثل توماس أديسون، والحسن بن الهثيم، ليفوز بجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم  في مجال الشعر في فرع أدب الأطفال عن جدارة.

قال لـ”صُبرة” “حصدت قصيدة (عندما كان صغاراً) المركز الأول، وهي موجهة للأطفال من 8 إلى 12 سنة، مراعياً اللغة المناسبة لفئة الأطفال، وهي تستعرض نماذج لعباقرة عظماء عندما كانوا في طفولتهم، وما لاقوه من صعوبات في حياتهم، ومنهم الحسن بن الهيثم، وأبي القاسم الشابي”.

أضاف آل غريب “القصيدة على بحر الرمل، وعدد أبياتها 20، بأسلوب القوافي المتعددة، وأرسلتها في شهر  إبريل الماضي، خلال أيام الحجر الصحي، وأعلنت اليوم أسماء الفائزين عبر موقع الجائزة”.

حصل الشاعر على جوائز سابقة، موضحاً أنه حصل على جائزة البردة في أبو ظبي، والجود في كربلاء، شاعر الحسين في البحرين، وعدة مسابقات نظمتها أندية أدبية في المملكة، كان آخرها مسابقة نادي تبوك الأدبي.

مقطع من القصيدة الفائزة:

المخترع توماس أديسون:

طفل أمريكا الذي كان فقيرا

عاش دهرا بالصعوبات مريرا

سمعه كان ضعيفا.. لم يكن

يسمع الريح إذا اشتدت هديرا

هو لم يدرس كباقي صحبه

فلقد كان بدنياه عثيرا

فإذا ما كبرت أعوامه

فجر ت أحلامه العزم الكبيرا

ياله (توماس) من مخترع

وهب العالم مصباحا منيرا

 

“عمودية” الرويعي تفوز بالجائزة الثانية

في 11 من إبريل 2019، كان أحمد عباس الرويعي على موعد مع كتابة قصيدته الفائزة بالجائزة الثانية في الإبداع الأدبي، بعجمان، قال لـ”صُبرة” “شاركت بقصيدة “أدخلُ وأُغلِقُ الوجودَ ورائي” كتبتها في 2019 في منصة حفر آبار نفط في منتصف الخليج، حين تقرّبت من البئر وتفاجأت بوجود فراشة في منتصف البحر، وتساءلت على أي نوع من الأغصان تستريح هذي الفراشة، وهي محاطة بالفولاذ”، مضيفاً أن “القصيدة كانت في البحر المتقارب (عمودية) تتكون من 26 بيتاً”.

عن الجوائز الذي فاز بها سابقاً، قال “فزت بالمركز الأول في الشعر الحديث من جائزة راشد بن حميد عام 2017، وجائزة رئة الوحي عام 2018، وجائزة شاعر الحسين لعامين على التوالي 2018 و2019، وجائزة النبأ العظيم 2015، وجائزة أبي تراب 2016”.

الرويعي لديه مشاركات خارجية وداخلية، ولديه إصدار بعنوان “نافذة تطل على العرش”.

القصيدة الفائزة

أدخلُ وأغلقُ الوجود ورائي..

تُحَاوِلُ هَذِي الفَرَاشَةُ

 أنْ تَخْرُجَ الآنَ!

منْ جُثَّتِي البَالِية

يَحارُ الصَّدَى

أينَ يَرْتَدُّ ذُعرًا؟

إذا ارتطمَ الصَّوْتُ فِي زَاوِيَة!

لَقَدْ ركَدَ النَّهْرُ..

واخْتَارَ أنْ يُخْبِرَ الرِّيحَ

عنْ وَجَعِ الهَاوِيَة

وقرَّرَ أنْ يَمْنَحَ اللَّيلَ

ما قدْ تَسَاقَطَ منْ نَجْمَةٍ عَارِيَة

أُدَحْرِجُ رَأْسِي عَلَى الجِسْرِ..

حتى أكَشِّفَ ألغامَهُ الخَافِية!

وأَسْكبُ عَيْنِي..

ليمشي إليهِا السرابُ بأقدامِهِ الحَافِيَة!

كمِ ارْتَبَكَ الموتُ

وهوَ يَمُدُّ يَدَيهِ إلى جَرَّةٍ خَاوِيَة؟

وكَمْ شَاهَدَ النَّرْدُ أحلامَهُ

مُقَيَّدَةً فِيْ اليدِ الرَّامِيَة؟!

وكمْ يَجْهَلُ الغَيْمُ مَوْسِمَهُ فِي الْهُطُولِ؟

فتُخبِرُهُ البَادِيَة

وقدْ تَخْسَرُ الرُّوْحُ..

لوْ كشَفَ الضَّبْحُ فِي المَاءِ صُورَتَها العَادِيَة

فَمُذْ جفَّتِ الأَرْضُ للآنَ..

و”الفُلْكُ” ينتظرُ اللَّعْنَةَ الآتِيَة!

نَدَامَى..

وكأسٌ يَتِـيـْـــمٌ!!!

يُقاوِمُ إِيمَاءَةَ الكَرْمِ فِي الدَّاليَة..

فَلا تُكثِرِ الطَّعنَ.

قلْ للكآبَةِ

أنْ طعنة فِي الرُّؤَى كَافِيَة

رَأَيْتُ القَصَائِدَ..

وهيَ تُحَاوِلُ أنْ تَسْتقِلَّ عنِ القَافِيَة

ويَأْتِي النَّدَى فِي الصَّبَاحِ

 لكيْ يَشْرَبَ اللَّوْنَ

منْ وردَةٍ ظَامِيَة

وتَكْشِفُ تِلكَ الحِجَارَةُ:

أنَّ الْقُلُوبَ عَلَى نَفْسِها قَاسِيَة

فمٌ

كالنوافذِ يشهَقُ هَذَا الْهَوَاءَ

إلِى غرفةٍ خَالِيَة!

هيَ الأَرْضُ أُمٌ!

تَبرَّأَ مِنْهَا بَنُوها

ولكنَّهَا رَاضِيَة..

لَقَدْ أَفْزَعَوا نَخْلَةَ البُؤْسِ

لمّا رَأَوْهَا عَلى ظِلِّهَا غَافِيَة

إذَا ضَجِرَ البِئْرُ..

من سوفَ يدري؟!

سوى القاع والظلمة الغَاشِيَة

ومنْ سَوْفَ يَلْبَثُ فِيْ الكَهْفِ

غيرَ الَّذِي..

 هدَّدَتْهُ السَّمَا الصَّافِيَة

عنِ الحَرْبِ..

إذْ يَبْحَثُ الخَوْفُ

بَيْنَ الْأَزقَةِ عَنْ طِفْلَةٍ نَاجِيَة

عنِ القَلَقِ المُرِّ

وهوَ يُهَدْهِدُ فِيْ العَقْلِ

أنهارَهُ الجَارِيَة

عنِ القَلْبِ

وهوَ يَصِيحُ: لِمَاذَا؟

فَتَصْفَعُهُ نَكْبَةٌ مَاضِيَة

تُحَاوِلُ هَذِي الفَرَاشَةُ

لكنْ..

لتَدْخُلَ فِي جِثَّةٍ ثَانِيَة!!!

 

الخويلدي عاشق الشعر منذ الطفولة

عشق حسن إبراهيم مهدي الخويلدي الشعر منذ طفولته، يدرس هندسة تقنية معلومات في كلية الجبيل الصناعية، قال لـ”صبرة” “حاولت التمرس في الشعر حتى ما قبل 6 سنوات، حينها كانت بداية الإنطلاقة، ولكنها كانت متعثرة بعض الشيء، والبداية الفعلية نصوص متقنة صاحبة فكرة منذ عامين تقريباً”.

لم يكن لدى الخويلدي أي نية للاشتراك في هذه المسابقة، ولم يكن يعلم عنها وموعد تسليمها، قال “لم يكن لدي أي نص مناسب يجعلني أشارك فيه، وكنت متواصلاً مع أخي وصديقي الفائز في الدورة 36 حسن عابد من البحرين، الذي سألني: هل ستشارك في جائزة راشد؟ فأخبرته: لا، وليس لدي نية للمشاركة. فسألني: لماذا لا تشارك، ولديك متسع من الوقت؟ كان ما يزال متبقياً على إنتهاء التقديم للمسابقة أربعة أيام، فأخبرته: حينما أشعر بأن هذا النص ينافس سأشارك، ولن أشارك لمجرد المشاركة”.

عن النص ومشاركته، قال لـ”صبرة” “كتبته كتابة أولية وأجريت تنقيحات كثيرة عليه، وكل يوم يمر كنت أشعر بأنه بحاجة إلى تعديلات وإضافات وصور شعرية، حتى وصل اليوم الأخير للتسليم، وشعرت بأنه اكتمل واكتملت الفكرة، فأرسلته، ثم نسيت أيضاً أمر الجائزة، ولم أكن أتابعها هل انتهت وهل ظهرت النتائج”.

وأضاف “النص عنوانه بـ”هاربٌ خانَهُ الظِّل” عدد الأبيات تقريباً 26، وعن مضمون النص قال “أتذكر بأنني مغرماً بالنصوص التي أقرئها باقتباسات، لكنني لست جيداً في اقتباس الجمل من الكتب، وأتذكر أنني قلت حين انتهي من النص؛ سأكتب فوقه اقتباساً تحت مسمى لا أحد” إن خيَّركَ القدرُ باختيارَينِ فاختر خيارًا ثالثا، لأنَّهُمَا فخ لا أحد”.

كانت فكرة النص فكرة ذاتية تحمل أبعاداً أخرى عن هاربٍ، حاول الهروب لمدينة ذاته من قدره الواقعي فاغتاله القدر هناك، وأضاف “مشاركاتي في المسابقات قليلة ولكني حصلت على المركز الثاني في جائزة شعراء الأمير  في قريتي القديح بالقطيف”.

النص الفائز بالمركز الأول  بعنوان هاربٌ خانهُ الظِل

” إن خيَّركَ القدرُ باختيارَينِ فاختر خيارًا ثالثا ،  لأنَّهُمَا فخ “

لا أحد

لعزلةٍ في زحامِ الْـ ما وراءاتِ

أهرولُ الآنَ في شتى الهيولاتِ

مخبئًا في متاعِ الوقتِ

– بوصلةَ الصباحِ

أحملها رغمَ المساءاتِ

عبرتُ جسرًا من الأفكارِ

مرتديا ذُهنَ الحقيقةِ

تمضي بي سؤالاتي

على يدي غيمةُ المعنى تظللني

وأمتطي مهرةَ الغيبِ المسماةِ

أنا النبيُّ

الذي ما انفكَّ يسألني البئرُ المعطَّلُ

عن ذئبِ الجناساتِ

عزفتُ في الطورِ موسيقايَ

أُشعل في نايِ السكينةِ

أسفاري وتوراتي

وكانَ في الحوتِ بيتي

كيفَ يلتهمُ الحوتُ البريءُ أحاسيسَ النبواتِ ؟

آمنتُ في لغةِ النردِ المقامر

مذ أتاحَ لي في الرؤى سبعَ احتمالاتِ

مسافرٌ / هاربٌ

والشكُّ كانَ رفيقيَ القديمِ

عبرَنا الموطنَ الآتي

هنالكَ الريحُ حبلى

أيُّ عاصفةٍ ستنجبُ الآن من رحم المعاناةِ

وظلَّ للبحرِ وجهٌ شاحبٌ

سقطت في محجريهِ كوابيسُ السماواتِ

تجرّدت من شظايا الأرضِ

سنبلةً ملعونةً

هيَ شيطانُ النُخَيلاتِ

واستيقظت لاحتضانِ الليلِ

فاتنةَ الغروبِ

ترقصُ في وجهِ المسافاتِ

وجاءني قَلَقٌ صوفيُّ

يبحثُ عن نهايةِ الموتِ

في دربِ المُحالاتِ

مبتورةً يدهُ اليمنى

يحرك رقعة الوجودِ

على شطرنجِ أمواتِ

من أنتَ ؟

قال : أنا أنتَ

ابتكرتَ لنا بداخلِ المنتهى

“زنزانةَ الذاتِ”

بغرفةٍ

وِسعها الآلامُ

تخنقها

– يدُ الضبابِ

– دُخانُ الافتراءاتِ

يشدني جسدٌ مُلقى

يخاطبني

أنا انعكاسكَ

داوي جرحَ مرآتي

وصارَ يهربُ مني

لونُ لوحتيَ العريقِ

متكئًا عكّازَ فرشاةِ

دخلتُ في غارِ خوفي

فزَّ في وجلٍ قلبُ الجدارِ

وبروازُ الحراءاتِ

هناكَ في ردهةِ المعنى

يراقبني وهمٌ

ويضحكُ باستهزائهِ العاتي

صرختُ في الصمتِ

حرر صوتَ أخيلتي

ودع قيودكَ حكرا للهراءاتِ

فقال لي

أنتَ من أوغلتَ في أرقِ الشكِّ المريب

إلى صلب المتاهاتِ

نسيتَ لُعبتنا

يا أنتَ ..

حين تركتَ قلبكَ الصِرفُ

من دونِ اختياراتِ

وخانَك الظلُّ

لم تعبأ بغيبتهِ لمَّا هربتَ

لأقصى الإتجاهاتِ

توقف الآن

ما من مهربٍ

فأنا لوحُ القضاءِ

ومرسالُ النهاياتِ

 

اقرأ أيضاً:

السعوديون يستحوذون على 65% من جوائز مسابقة ثقافية إماراتية.. 3 منها للقطيف

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×