“مخبز أبو السعود”.. مشروع تجاري تحوّل إلى حالة اجتماعية قدّم الخبز "الإفرنجي" في السبعينيات وفاجأ الناس بـ "الزعتر" وتطوّر محافظاً على هويته

القطيف: ليلى العوامي

كان الطابور الطويل أمامه؛ أحد أدلة ثبوت عيد الفطر في القطيف، وكأن ما يحدث “شِياع” يؤكد للناس أن شهر رمضان انتهى، وأن العيد جاء، والناس الذين ينتظرون أدوارهم؛ يريدون خبزاً للإفطار الأول بعد شهر من الصيام…!

“مخبز أبو السعود”.. مشروع تجاري، تحوّل إلى ما يُشبه “حالة اجتماعية” بعد عشرات السنين.

على مساحة 122 متراً مربعاً، تم تأسيس “مخبز أبو السعود” في مدينة القطيف قبل 45 عامًا، واشتهر بصناعة الخبز والزعتر. عشق الصغار والكبار التعامل معه، ويتذكره المسافرون فجرًا إلى خارج القطيف، فيتجهون إليه، ويحرصون على إفطارهم منه، مع كوب من الشاي الأحمر، وشراء وجبات أخرى يتناولونها أثناء رحلة السفر، ورغم أن الطريق قد يطول لـ12 ساعة، إلا أن خبز الزعتر يبقى محتفظاً بطعمه المميز ولذته.

“مخبز أبو السعود” يعتبر أيضاً مكاناً معروفاً لدى طلاب المدارس، فقد كان المخبز الأول في تقديم وجبات المقصف المدرسي. كما يعرفه موظفو أرامكو السعودية، فيذهبون إليه قبل التوجه إلى أعمالهم، وأيضا حينما يعودون إلى منازلهم صباحاً، فلابد أن يمروا عليه للحصول على خبز الزعتر الساخن اللذيذ.

وتنبعث رائحة الخبز من المخبز إلى الشارع، وتعتبر من أكبر المحفزات على إقبال الزبائن عليه، ما يدفع المخبز للعمل على مدار الساعة. ودائماً ما يعج المخبز بالزبائن، وفي الأعياد والمواسم يزدحم المخبز بالطوابير لتجهيز طعام الرحلات. ويعمل المخبز في أجواء مفعمة بالحيوية، فبجانبه بائع خضار، وهناك بائع سمك، وعلى الجانب الآخر بقالة وفوال كلها تبدو كعائلة متجانسة، فالمخبز يضفي جواً من البهجة على المكان، بل على الحي بأكمله، ورغم مرور السنوات إلا أن مخبز أبو السعود مازال محتفظًا بنكهته وسعره إلى يومنا هذا.

المخبز في موقعه القديم بحي البستان

حي البستان كما كان وقت تأسيس المخبز في السبعينيات (أرشيف: عثمان أبو الليرات)

مرحلة التأسيس

يقع المخبز منذ تأسيسه عام 1397 هـ إلى اليوم في حي البستان، وتحديداً في شارع الإمام علي بن ابي طالب، وكان محاطاً بالنخيل، ويسمى بالنخل البستان، أسسه الحاج أحمد سليمان أبو السعود ـ يرحمه الله ـ الذي كان يعمل في شركة الزيت العربية آنذاك، (أرامكو حالياً)، وبعدها توجه للأعمال الحرة، بدأها بالمقاولات والبناء، وكان من ضمن العمالة معه إداريون من الجنسية اللبنانية، ومن هنا تولدت فكرت العمل في مجال المخابز “الإفرنجية” التي كانت تسمى هكذا في ذاك الوقت، فباشر معهم بتنفيذ الفكرة وتولى مجموعة منهم عملية الإدارة، فيما تولى المؤسس عملية الإشراف والمتابعة والتدقيق، وقد كان الحاج عثمان أبو الليرات أول من صنع صناديق العجين للمخبز.

ويقول بسام أحمد أبو السعود (أحد أبناء الحاج أحمد سليمان أبو السعود): “عمل معنا عدد من خيرة الشباب في المنطقة، منهم قصي هجلس، محمد المياد، زكي عبد الوهاب، علي خميس، ميثم السماهيجي الذي لايزال يعمل إدارياً حتى وقتنا هذا”.

بداية الفكرة

ويضيف بسام “بدأنا بإنتاج ما يسمى الخبز اللبناني بطرق بدائية من الصناديق الخشبية، وفرن الحجر اليدوي وكان يسمى سابقاً الخبز الأفرنجي، ثم أدخلنا منتج الخبز بالزعتر، وقد أبدى بعض الزبائن استغرابهم من المنتج بقولهم “ويش هالأكلة لجايبنها لنا”، وبعدها زاد الطلب على خبز الزعنر، وأصبح المعمل بحاجة إلى زيادة كميات الإنتاج، لتفي بحاجة السوق”.
وتابع بسام “قمنا بشراء خط إنتاج خبز إتوماتيكي كامل من لبنان، وكان الأول من نوعه على مستوى محافظة القطيف على حد علمنا، بعدها تمكن المخبز من تغطية طلبات العملاء من مدارس وبقالات وغيرها، ثم بدأت مخابز أبو السعود بإضافة منتج الخبز بالجبن، وبعدها تم طرح باقي المنتجات في السوق بشكل تدريجي”.
وأضاف “تمكنا من تغطية طلبات الزبائن داخل المحل، وبدأنا بالتوزيع في المناطق المجاورة من البقالات، والمدارس والبوفبات، وغيرها، وقد تمت إضافة منتج “الصمون”، وما يسمى بـ”الشريك” بكميات قليلة تغطي طلبات البيع داخل المحل فقط، وبعدها أدخلنا أنواعاً من الفطائر مثل السبانخ، الفلافل، السوترول، الدونات، الكيك وغيرها، وتم فتح فرع ثان في شارع الملك فيصل بحي التوبي عام 1421″.

 

أنواع الزعتر

ويتابع بسام “يحرص مخبز أبو السعود على أن يقدم الوجبات المفضلة للقطيفيين، وهذا ما يعرفه الجميع عن المخبز ويشهدون له بذلك”. ويقول “ننتقى أجود أنواع الزعتر من الموردين حسب مذاق الأغلبية، والمتوفر في الأسواق منه حالياً اللبناني والسوري والأردني، وأحياناً ينقطع نوع، فيتوفر آخر، وهذا الأمر خارج عن إرادتنا”.
ومن سياسة مخبز أبو السعود ومبادئه، أنه يحافظ على روّاده حتى لا ينقطعون عنه، لذا لابد أن يوفر لهم أفضل الأنواع، وينصحهم بالأفضل. ويقول بسام “من يشترى الزعتر، لابد أن يتأكد بأنه طبيعي غير مصبوغ، فإذا كان لونه أخضر غامق، فغالباً ما يحتوي على أصباغ، كما أن رائحة الزعتر دليل على جودته”، مشيراً إلى وجود “تفاوت في رغبات الناس بالنسبة لطعم الزعتر، فقد يكون مالحاً أو قليل الملح، ونسبة الحموضة تعتمد على كمية ملح الليمون والسماق فيه، ونحن نتجنب إضافة المواد الحافظة وموانع العفن وغيرها إليه والإنتاج يكون طازجاً يومياً”.

 

خطط المستقبل

وعن خططهم المستقبلية، يقول بسام “تواضع طموحنا أدى إلى تباطؤ في مواكبة تطورات الأسواق العصرية، ولدينا رغبة في معالجة هذا الأمر في المستقبل باذن الله تعالى”. واختتم تصريحه لـ”صُبرة” بقوله “علينا واجبات، ومهام ومسؤوليات جمة تجاه مجتمعنا، ونحن مقصرون في حقه مهما قدمنا، ونسعى على الدوام لإرضاء عملائنا”.

محيط مخبز أبو السعود في حي البستان حالياً (تصوير: علي أبو الليرات)

‫6 تعليقات

  1. صحيح بعد الضريبة يفترض ١٥ هللة ندفع كل مره ياخد عليي نص على لزعتر ومرة ماعندي الا ربع ولا رضي ياخده يبغى نص العامل

  2. انا ماتابع الصحف الصفراء صاحبي راسل لي رابط الخبر وبعدين كم هاله على كم هلله تجمعوا وصارو الاف مع الزمن ومو مشكلة الهللات الحين مشكلتنا ليش ماقابو بتقرير السعر تغير مع الضرايب للزعتر بدال مايقولو اسعاىهم ثابته

  3. ياصبار خلك حكيم مو علشان كم هلله صارو الناس كذابين خلك خفيف كلام لو شكلك ماتحب صبرة ولا تواطنها
    إذن لا تتابع تقاريرها الكذابة عجل ( لاحول لله )
    انا شفت الموضوع من زاوية آخرى أجمل من كم هلله اللي ضيقت خلقك واضح كرهك الأعمى

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com